ان تقدم المجتمعات ، يصنعه المجتمع نفسه ، والمرأة اذ هي نصف المجتمع ، يجب ان توجه لها العناية التامة ، تعليما ، وتدريبا، للاضطلاع بمسؤوليتها في تقدم المجتمع . ولا يغيب عن البال ان الشرائع السماوية منحتها كل حقوق العلم والعمل ، لتأخذ دورها المشروع في الميادين السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية .
ويقع على عاتق اهل القانون ، الالتفات الى الاوضاع الراهنة للمرأة في مختلف بيئاتها ، للتطلع لمشاركتها مشاركة تامة ، وشاملة في حركة المجتمع . وان يتطلعوا لتدارس احتياجاتها التعليمية ، مكانا ، وزمانا، ومحتوى ، وطرقا ، ووسائل . والاتجاه نحو مؤشرات عامة للبرامج التي توجه لسد تلك الاحتياجات . من خلال العناية بتعليم المرأة ، وتدريبها تدريبا وظيفيا شاملا ، كربة اسرة ، وكعضو مشارك في تنمية المجتمع . وان يكون التعليم النظامي شاملا لكل النساء ، وان يكمله ، ويرتبط به ، التعليم غير النظامي الذي يقدمه المجتمع ، ويقدم للمجتمع كله .
ان المرأة وقد حرمت من التعليم بأغلبيتها الساحقة ، ولم تنل الاهتمام الذي يناسبها ، لا كما ، ولا كيفا ، في مراحل التعليم المختلفة . لهي اولى ان تعطى الاولوية في جهود التعليم غير النظامي الشامل ، وبرامجه لمحو اميتها اولا ، وأن تتصاعد الجهود من اجلها ، لتحمل مسؤوليتها في المشاركة الفاعلة في تطور المجتمع .
ونحن في ظل التجمعات الوطنية ، والاقليمية ، والدولية ، لنؤكد ما قررته تلك التجمعات ، بإعطاء المرأة كل فرص التعليم ، لتكون مساواتها مع الرجل ، مساواة فعلية ، ليتعاونا معا لتحقيق النمو ، والتنمية ، والسلام ، والديمقراطية .
ان المرأة العراقية ، لاتواجه تحديات الحضارة العالمية فقط ، بل تواجه تحديات التخلف الاجتماعي ، والاقتصادي ، والسياسي . ولهذا ادعوا لبذل الجهد لمساعدتها لتواجه تلك التحديات .
ان المرأة العراقية ، وهي تدرك تلك التحديات ، علينا الاخذ بيديها ، لمواجهة تلك التحديات ، لتتأهب ، لمواجهتها ، بإصالة من تراثنا ، وقيمنا . وبعزمها على ان تعيش عصرنا ، بالعلم والمباديء .
ان تعليم المرأة تعليما متكافئا ، يجب ان يترافق مع ادراكنا انها كقوة بشرية هي نصف المجتمع ، وبقدر ممارستها لحقها في العمل ، والانتاج ، تعبر بالمجتمع وبالمرأة ، بل بالرجل أيضا ، كل مراحل التخلف ، والتبعية التي تعانيها الكثير من الدول النامية . ذلك ان قيمة عمل المرأة لاقتصاديات هذه الدول ، كفيل بأن يكمل مراحل استقلال تلك الدول ، الاقتصادي ، والاجتماعي . ولربما كان فقدان دور المرأة في المجتمع ، هو احد اهم اسباب التخلف في تلك الدول .
ان تنمية المجتمع ما هي الا عملية انسانية ، في المقام الاول . هي عملية انسانية تتم بالانسان ، ومن اجل الانسان . وهي في الحقيقة الاساس للتغيير في اتجاهات المجتمع إزاء المرأة . الى جانب وجوب تحريك دور المرأة عن طريق العلم، وتطبيقاته .
وكما ان التنمية وسيلتها الانسان من غير تمييز ، فان السلام في المجتمع لايمكن ان ترسى دعائمه الا على اساس من العدل ، والمساواة ، والاعتراف بحق ، ودور كل افراد المجتمع في الحياة الحرة الكريمة ، رجلا كان ، او امرأة .
هذا نداء للناس ، كل الناس ...