جون اولسن محقق متخصص في مجال اللسانيات الجنائية استطاع التعرف على شخصية قاتل السيدة ديانا لي حيث كشف انه عشيقها دايفيد ريان.
المحقق جون اولسن توصل لشخصية المجرم من خلال تحليله لطريقة كتابة الرسائل المرسلة من هاتف الضحية وتركيبتها اللغوية والفواصل التي وضعت بين الكلمات.
ففي العام ٢٠١٢ قتلت ديانا واحرق منزلها في انجلترا بالكامل كي تضيع معالم الجريمة وارسلت رسائل من هاتفها النقال الى اصدقائها تطلب منهم عدم الاقتراب من منزلها وقد توصل المحقق اولسن الى شخصية الفاعل من خلال تحليله للفواصل الغريبة التي وضعت بين جمل الرسائل حيث كشف ان السيدة ديانا تستخدم الوقفة لانهاء جملها في حين استخدم الفاعل فراغات بعد علامة الاستفهام عند ارساله الرسائل ومن هذه الحيثية بدأ المحقق اللساني رحلته في كشف ملابسات الحادث ومعرفة شخصية الفاعل بتحليله للغة الرسائل وفواصلها وفي هذه الواقعة يتبين ان العلاقة التي تربط اللغة بالقانون هي علاقة رصينة تجعل احدهما مرتبطا بالاخر ارتباطا وثيقا فاللغة هي الوعاء الذي يحتضن النص القانوني ويعبر عنه وانك وفي اي حال من الاحوال لا يمكنك ان تفكك مفهوم النص القانوني وتدرك احكامه وتطبقه بصورة سليمة دون ادراكك وتفهمك للغة التي كتب بها واذا كان علم اللسانيات يهتم بدراسة اللغة الانسانية ومعرفة تراكيبها وخصائصها فان اللسانيات القانونية باتت امرا ضروريا لمعرفة مفهوم النص القانوني وتفسيره ومعرفة حدود تطبيقه من خلال معرفة وفهم اللغة التي كتب بها حيث ان علم اللسانيات القانونية يسهم في فك الكثير من شفرات النصوص والوقائع القانونية والاحكام القضائية والوصول الى حقيقة معانيها.
اللسانيات الجنائية تستند في كشف ملابسات الجرائم والوصول الى مرتكبيها من خلال التحليل الفني الدقيق للخصائص الصوتية والكتابية والتعبيرية التي تتسم بها لغة مجموعة اشخاص لهم صلة بالقضية التي يجري التحقيق فيها وصولا الى تضييق دائرة الاتهام وكشف شخصية المجرم الحقيقي.
الخبراء الذين تستعين بهم المحاكم الجنائية في دوائر الادلة الجنائية وغيرهم من الخبراء لتفكيك الكتابات والخطوط وطريقة رسم الكلمات والحروف والتعابير والجمل المستخدمة او لتحليل بصمات الصوت وتحديد شخصية المتحدث من خلال نبرة الصوت او اللهجة اللغوية المستخدمة في الكلام او نبرة الصوت وحدته كلهم خبراء في مجال اللسانيات الجنائية تستفيد المحاكم من خبرتهم في الوصول الى شخصية الجناة وكمثال على ذلك وفي احدى القضايا الجنائية المتعلقة بتهديد تلقاه مدير شركة يطلب منه مرسل التهديد الكف عن ابرام بعض الصفقات لانه تسبب لمرسل التهديد بغبن فاحش وبعد تحليل رسالة التهديد من قبل خبراء اللغة الجنائيين توصلوا الى ان مرسل خطاب التهديد هو رجل قانون لانه استخدم مصطلح غبن فاحش وهو مصطلح لا يستخدمه الا المتخصصون في المجال القانوني وقد انتهت التحقيقات الى معرفة ان مرسل خطاب التهديد هو محامي الشركة وتاسيسا على ذلك يصبح علم اللسانيات القانونية سواء اكان تشريعيا ام قضائيا مدنيا ام جنائيا علما مهما يفترض المام كافة القضاة والمحققين والمحامين به لما له من اهمية في فهم حيثيات واسرار القوانين والقضايا ذات الصلة بعملهم.