الحرية هي أساس الحياة ومحور ديننا الإسلامي، وعبر العصور ظل الإنسان يطالب بحريته من عدو معروف وبمطالب مشروعة، على غرار المعارك التي كان يفوز بها في بعض الأحيان، والأخرى التي تعرض فيها لتكميم الأفواه، لكنه قاوم بكل ما أوتي من طاقة من أجل حريته المسلوبة، أما اليوم وبنسبة من الحرية التي حصل عليها أحس أن أوراقه تبعثرت، نتيجة ما فتك بالعالم وقلب الموازين في جميع المجالات عدوه فيروس لا يظهر بالعين المجردة، قيد طاقته، بل حتى حريته فماذا لو تعلق الأمر بشيء يخص صحته هل يظل كعادته يطالب بفك أسره؟
يقولون إن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخر، ففي ظل الوضع الحالي حريتك تنتهي بمجرد أن تلتصق قدماك بعتبة بيتك للخروج.
في ظل هذه الجائحة ومنذ أكثر من ثلاثة اشهر تقريبًا ظل الإنسان يحمل شعار «خليك في البيت» مصغيًا ومتقبلًا كل الإرشادات التي قيلت له من طرف الأطباء للالتزام بالمكوث في البيت، لكن سرعان ما «بطارية» صبره أوشكت على النفاد، رأى أن حريته سلبت منه من جديد، دعنا نكن صرحاء أكثر هو لا يعلم كيف يتم مواجهة عدوه ما دام أن هذا الفيروس أعجز أصحاب الاختصاص في مواجهته، وأرهق كاهل كبار الدول في تطويقه، فتك بالاقتصاد والتعليم، فبقي في جيب هذا العبد الضعيف مجرد قطعة قماش صغيرة لتصدي لهذا الفيروس، لكن مع ذلك أبى الاستسلام، فاختار التصدي والمقاومة بعد أن نفذت مواجهته في بقائه في المنزل، أحس بقيمة الحرية عندما شعر أن عدوه انقض عليها، رفض أن يخضع لفريسته فصرخ أمامه «حريتي هي أساس وجودي»، فمن سيفوز بهذه المعركة يا ترى؟